0
الإخلاص في العبادة
الإخلاص في العبادة

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه، ولم ينس ذكر الله بما تَسْمَعُ أُذُناهُ ولم يَحْزُن صَدْرَهُ بما أعطي غيره»

إن الإخلاص في العبادة سمة من السمات التي يجب أن يصل إليها الإنسان ويبلغ مراقيها، فكلما اشتد إخلاص الإنسان في عبادته استطاع أن يصل إلى أعلى مراتب الكمال.

ومما لا شك فيه أن العيش الطيب والخير كله لمن أخلص لله العبادة والدعاء، أو كان غرضه من العبادة والدعاء رضا الله سبحانه وتعالى من غير رياء بما ترى عيناه من زخارف الدنيا ومشتهياتها والرفعة والملك فيها، ولم ينس ذكر الله بالقلب واللسان، وبما تسمع أذناه من الغناء وأصوات الملاهي، وذكر لذات الدنيا والشهوات والشبهات المضلة والآراء المبتدعة والغيبة والبهتان وكل ما يلهي عن الله، ولم يحزن صدره بما أعطي غيره من أسباب العيش وحرمها والاتصاف بهذه الصفات العلية إنما يتيسر لمن قطع عن نفسه العلاقة الدينية.

كما أن الإخلاص في العبادة لا يحصل إلا لمن قطع عروق حب الدنيا من قلبه. 
والإخلاص في العبادة يجب أن يكون كالهواء الذي نتنفسه، وإذا ما كان كذلك لما غفَِلَ الإنسان أبداً عن ذكر الله طرفة عين، وانصب في عبادته ودعائه على حقيقة الإخلاص لله تعالى وضمن لنفسه حياة سعيدة أبدية ونهاية سرمدية.

كما أن انشغال القلب لا يتم إلا عبر ما تراه العين مما لا يدخل إلى النفس الراحة والهدوء وإلى القلب الاطمئنان والثقة خصوصاً بما تراه العين من ظواهر الفساد في المجتمعات البشرية الضعيفة.




إرسال تعليق

 
Top