0
قبس من نور الله عز وجل
قبس من نور الله عز وجل

يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: «وتعديتُ عن مقامات حدودك إلى حرماتٍ انتهكتُها وكبائر ذنوبٍ اجترحتُها، كانت عافيتك لي من فضائحها ستراً»

تعتبر النعمة التي يسديها الله عز وجل إلى الإنسان هي أعظم ما يمتن الله به على الإنسان، وكلما زاد إيمان الإنسان ظهرت عليه النعم وازداد خيراً وعطاءً لنفسه ولمجتمعه، إلا أن الإنسان الذي لا يلتزم بحدود الله - وهو ما نراه في طبقة الشباب – تتعقد عليه أمور الحياة، فتراه عاطلاً عن العمل، تضيق به سبل النجاة مما هو فيه، فترى العاطل عن العمل يبحث عن وظيفة ما أو عمل دون جدوى، وكل ذلك بسبب عدم التزامه بحدود الله سبحانه وتعالى. 
قال الإمام علي عليه السلام: «من أتاه الله عز وجل برزقٍ، لم يَخْطُ إليه برجله ولم يمد إليه يده، ولم يتكلم فيه بلسانه، ولم يَشُدَّ إليه ثيابَهُ ولم يتعرض له كان ممن ذكره الله عز وجل في كتابه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
فإذا ما أراد الإنسان أن يوفق في هذه الحياة فليتق الله، وإذا ما اتقى الله وأطاعه أوجد له العمل وحرك له السبل وهداه إليها. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) يعني إن  الله يمهد الطريق لمن أطاعه ويفتح له أبواب الرزق في كافة مجالات الحياة لأنه أوجد الرابطة بينه وبين الله سبحانه وتعالى. 
ولكن هل تكفي العبادة لكي يرزقنا الله تعالى بدون أن نتعب أنفسنا بالعمل ؟ 
عن علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «ما فعل عمر بن مسلم ؟ 
قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة . 
فقال: ويحه أما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له دعوة، إنّ قوماً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزلت (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة وقالوا: كُفينا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فأرسل إليهم، فقال: ما حملكم على ما صنعتم ؟ 
قالوا: يا رسول الله تكفل الله عز وجل بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة. 
فقال: إنه من فعل ذلك لم يستجب الله له ، عليكم بالطلب. ثم قال: إني لأبغض الرجل فاغراً فاه إلى ربه يقول ارزقني ويترك الطلب».




إرسال تعليق

 
Top