0
الابتلاء
الابتلاء

قد يقول قائل لماذا يخلق الله الشهوات؟ ولماذا يخلق الله الموسيقى والغناء إذا كان يريد منّا أن نطيعه، ولماذا لا يمنع  عنا كل ذلك حتى تبقى طاعتنا له ثابتة من دون أن نعتدي على قدسية حرمة المولى عز وجل ونبقى متمسكين بالعقائد، ويبقى كل شيء في الحياة طيباً ؟

إنّه الاختيار، فالإنسان ينازع نفسه للحظات فيكسب جنة عرضها السموات والأرض و (لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) ، وكما قال الله تعالى: ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )

فـ(زُيِّنَ لِلنَّاسِ) في الرجال حب النساء، وفي النساء حب الرجال، و(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ) المقصود هو مجموع العمليات الاتصالية بين الرجل والمرأة.

(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ) والبنون هم الامتداد الطبيعي، فكل إنسان له سلسلة من آدم إلى أن تصل إليه، فإذا ما انقطع الإنسان عن الإنجاب فقد قطع سلسلة آدم من أولها إلى آخرها، يعني من جهته هو وإلا لكل إنسان في الوجود اتصال من آدم إليه.
إن البنين عبارة عن الاتصال الطبيعي ومواصلة حقيقة الإنسان في بنيه، كما أن الإنسان محفوظ في بنيه، ويبقى ذكره ما بقي وِلْدُهُ ، فبذكر هذا الابن ستُذكر سلسلة آبائه وأجداده  وبالتالي سيكون الأب من بين الذين يذكرون.




إرسال تعليق

 
Top