جامعية القرآن الكريم |
قال
الله تعالى في كتابه الكريم: )إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ
فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ {أَمْراً
مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ(.
عندما
ننظر إلى هذا الكون نظرة دقيقة فإننا نلحظ دقة وإحكام صنع الخالق سبحانه وتعالى في
كل ما هو موجود في الكون صغيرها وكبيرها.
وقد
أحصى الله تعالى كل شيء في هذه الدنيا في القرآن الكريم، يقول تعالى: )وَكُلَّ
شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(.
وقد
يقول قائل: كيف أُحصي؟ وأين ذلك في القرآن الكريم؟
يجيب
الإمام الباقر u
قائلاً :
«لما
أنزلت هذه الآية على رسول الله 5 )وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(، قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا :
-
يا رسول الله هو التوراة ؟
-
قال : لا .
-
قالا: فهو الإنجيل .
-
قال: لا .
-
قالا: فهو القرآن .
-
قال : لا .
قال: فأقبل
أمير المؤمنين عليّ u، فقال رسول الله 5: هو هذا، إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك
وتعالى فيه علم كل شيء» .
و
في خبر عن عمار بن ياسر رضوان
الله عليه
قال :
كنت
عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u في بعض غزواته، فمررنا بوادٍ مملوء نملاً.
فقلت:
يا أمير المؤمنين ترى يكون أحد من خلق الله تعالى يعلم كم عدد هذا ؟
قال:
نعم يا عمار أنا أعرف رجلاً يعلم عدده، وكم فيه ذكر، وكم فيه أنثى .
فقلت:
من ذلك الرجل يا مولاي ؟
فقال
: يا عمار أما قرأت سورة يس )وَكُلَّ شَيْءٍ
أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ( ؟
فقلت:
بلى يا مولاي .
فقال:
أنا ذلك الإمام المبين .
وعن
أبي الحسن الديلمي عن رجاله بإسناده يرفعه إلى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن موسى u
قال :
سألته
عن قول الله U )نْ
وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (.
قال:
فالنون اسم لرسول الله، والقلم اسم لأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وعلى
ذريتهما.
إن
الوجود الحقيقي للقرآن هو الوجود الباطني والذي يتمثل ويتجسد في الإمام أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب u .
يقول
الإمام أمير المؤمنين u: «أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي
ولسان الله الناطق، وعين الله الناظر، وأنا جنب الله، وأنا يد الله» .
ويقول أمير المؤمنين u في قضية التحكيم في ليلة الهرير لأصحابه: «هذه
كلمة حق يراد بها باطل، وهذا كتاب الله الصامت وأنا المعبر عنه، فخذوا بكتاب الله
الناطق، وذروا الحكم بكتاب الله الصامت إذ لا معبر له غيري .
إرسال تعليق