0
تعريف علم الأصول  وموضوعه
تعريف علم الأصول  وموضوعه

ولا يخفى أن التعريف المشهور بين علماء الأصول لهذا العلم هو : 
العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط حكم شرعي . 
ويذكر عادة في العلوم وخاصة العلوم المنطقية والأصولية أنه لا بد من تعريف العلم نظراً إلى أن المقدمة تنقسم إلى قسمين: مقدمة كتاب ، ومقدمة علم . 


وعرفت الأولى: 
بأنها عبارة عن مجموعة من الألفاظ أو المعاني تقدم أمام الكتاب أو العلم والارتباط لها بالمقصود. 


والثانية : 
هي التي تشتمل على أمور ثلاثة : 
1- تعريف العلم إما بالحد أو الرسم. 
2- بيان الحاجة إليه . 
3- موضوعـه .
ويستدلون على أهمية المقدمة وذكر الأمور الثلاثة فيها بأن الشارع في علم لا بد له أن يتصور هذا العلم ولو بوجه من الوجوه. 
إما أن يتصوره بالحد والرسم سواء كانا تامين أو ناقصين وإلا لكان هذا العلم مجهولاً مطلقاً لديه. 
وإذا كان كذلك فالنفس لا تتعلق بالمجهول المطلق . 
إذاً لا بد من تعريف العلم المبدوء به، وهذا هو الداعي لإيراد الأمر الأول في المقدمة . 


الأمر الثاني : 
وهو الحاجة إلى هذا العلم أن الشارع لا بد أن يعرف الفائدة والغرض المترتب على هذه الفائدة فإنهما إذا لم يعرفا عنده من البدء فلعله يدرس هذا العلم فيتبين له فيما بعد أن هذا العلم يترتب عليه غرض هو لا يريده فيلزم ذكر الغرض حتى يحدد الدارس موقفه هل يمضي فيه أم يقف ؟


الأمر الثالث : 
وهو موضوع العلم وهو في الحقيقة محور الأبحاث الذي يقوم عليه العلم . 
فما الدليل على إيراده في المقدمة ؟ 
وللجواب على هذا نقول إن الشارع لا بد أن يكون على بصيرة عندما ترد عليه المسائل هل هي أصولية أم أنها مسائل عارضة خارجة عن العلم المدروس . 
فكل علم ينقسم إلى موضوع ومسائل ومبادئ والنسبة بين الموضوع والمسائل نسبة عموم وخصوص مطلق كما سيتضح لأن الشارع في علم لا بد أن يدرس فيه مسائل فإذا كان عارفاً بالموضوع يعرف أن هذه المسألة هل هي من موضوع العلم أم أنها من المباحث الاستطرادية في هذا العلم وهذا هو السر في دخول موضوع العلم في المقدمة. 
وكلمة علم : اسم وقع فيه النزاع هل هو اسم لنفس المسائل التي تورد في هذا العلم أم أنه اسم للعلم بالمسائل نفسها فهل هو لنفس المسائل أم أنه اسم مسمى للعلم بهذه المسائل؛ ومن قال بالثاني وقع بينهم النزاع هل أن العلم بها هو مجرد الإدراك المشتمل على تصور وتصديق أي هل يكفي أن يعلم بها من جهة تصور وتصديق فقط أم لا بد أن يكون العلم بها عن ملكة والصحيح هل الأخير. 




إرسال تعليق

 
Top