فضل مسجد الكوفة وعظمته |
وإذا ما اختصرنا الحديث عن فضل مسجد الكوفة، فذلك لقلة من يعرفون فضل هذا المسجد، الذي يقول عنه الإمام الباقر عليه السلام: «لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدوا له الزاد والرواحل من مكان بعيد، إن صلاة فريضة فيه تعدل حجة، وصلاة نافلة تعدل عمرة»
ويقول الإمام علي عليه السلام: «النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلى الله عليه وآله والفريضة فيه تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وآله وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي» .
ويقول الإمام الصادق عليه السلام: «ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى في مسجد كوفان حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أسرى الله به، قال له جبرئيل عليه السلام : تدري أين أنت يا رسول الله الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان .
قال: فاستأذن لي ربي حتى آتيَهُ فأُصلّي فيه ركعتين، فاستأذن الله عز وجل فأذن له، وإنَّ ميمنته لروضة من رياض الجنّة، وإن وسطه لروضة من رياض الجنة، وإن مؤخره لروضة من رياض الجنة، وإنَّ الصلاة المكتوبة فيه لتعدل ألف صلاة، وإن النافلة فيه لتعدل خمسمائة صلاة، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبواً» .
إن كل مسجد أسس على التقوى يرتفع نوره إلى بطنان العرش، فـ «إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت باب ملك عظيم، لما يطأ بساطه إلا المطهرون، ولا يؤذن لمجالسته إلا الصديقين، فتهيب القدوم إلى بساط هيبة الملك فإنك على خطر عظيم إن غفلت، فاعلم أنه قادر على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك، فإن عطف عليك برحمته وفضله قبل منك يسير الطاعة وأجزل لك عليها ثواباً كبيراً، وإن طالبك باستحقاقه الصدق والإخلاص عدلاً بك، حجبك وردَّ طاعتك، وإن كثرت وهو فعَّالٌ لما يريد واعترِفْ بعجزكَ وتقصيرك وانكسارك وفقرك بين يديه فإنك قد توجهت للعبادة والموانسة به، واعرض عليه ولتعلم أنه لا يخفى عليه أسرار الخلايق أجمعين وعلانيتهم، وكن كأفقر عباده بين يديه، وأخلِ قلبكَ عن كل شاغل يحجبك عن ربك، فإنه لا يقبل إلا الأطهر والأخلص، وانظر من أي ديوان يخرج اسمك، فإن ذُقتَ حَلاَوَةَ مناجاته ولذيذ مخاطباته، وشربتَ بكأس رحمته وكراماته من حُسنِ إقباله عليك وإجابته فقد صَلُحْتَ لخدمته، فادخل فلك الإذن والأمان وإلا فقف وقوف من انقطع عنه الحيل، وقَصَرَ عنه الأمل، وقضى عليه الأجل، فإن علم الله عز وجل من قلبك صدق الالتجاء إليه، نَظَرَ إليك بعين الرأفة والرحمة واللطف، ووفقك لما يُحبُّ ويرضى فإنه كريم يحب الكرامة وعبادة المضطرين إليه المحترقين على بابه لطلب مرضاته. قال تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) .
إن أحب البقاع إلى الله عز وجل «المساجد، وأحبُّ أهلها إلى الله أوَّلهم دخولاً وآخرهم خروجاً منها» .
فإذا ما كانت المساجد أحب البقاع إلى الله، فهل لنا أن نسمي مساجدنا بغير الأسماء التي أحبها الله تعالى؟ ومن هم أحب إلى الله عز وجل من المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام أليسوا هم ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «نحن الأولون، ونحن الآخرون، ونحن السابقون، ونحن الشافعون، ونحن كلمة الله، ونحن خاصة الله، ونحن أحباء الله، ونحن وجه الله، ونحن أمناء الله ، ونحن خزنة وحي الله وسدنة غيب الله، ونحن معدن التنزيل» .
وإنه على ساق العرش الأيمن مكتوب: «لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أحباء الله» .
فهل لنا أن نسمي مساجدنا بغير أسمائهم ؟
إرسال تعليق