0
الحجب المعنوية
الحجب المعنوية

قال الله تعالى ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا )

يعيش الإنسان في هذه الحياة وهو ملبس بحجب معنوية لا يراها إلا عندما ينتقل إلى عالم الآخرة، وكما يقول الله سبحانه وتعالى: ( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) ، ذلك أن الدنيا دار شكوك وارتياب وخطرات فإذا كان يوم القيامة كشف للعباد من آيات الله وأموره وثوابه وعقابه ما تزول به الشكوك ويعلم به حقيقة قدرة الله عز وجل .

يقول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام: «أوصيكم بالعمل قبل أن يؤخذ بالكظم وباغتنام الصحة قبل السقم، وقبل ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )، وأنَّى ومن أين وقد كنت للهوى مُتَّبِعاً فيكشف له عن بصره وتهتك له حجبه لقول الله عز وجل: ( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) أنَّى له بالبصر، ألا أبصر قبل هذا الوقت الضرر قبل أن تُحجب التوبة بنزول الكربة فتتمنى النفس أن لو رُدَتْ لتعمل بتقواها فلا ينفعها المنى».

ويقول الإمام الصادق عليه السلام: «أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن يوم يولد، ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا. ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ويوم يبعث فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا».

إن الحجب التي تلف نفس الإنسان وتجعلها أسيرة لها، وتمنعها من التوجه نحو خالقها إنما تحدث لأسباب عديدة نذكر منها:


1- أكل الربا :
قال النبي محمد صلى الله عليه وآله: «من أكل الربا ملأ الله بطنه ناراً بقدر ما أكل منه فإن كسب منه مالاً لم يقبل الله شيئاً من عمله، ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما دام عنده منه قيراط».
إن الربا وكما يقول النبي صلى الله عليه وآله: «مفتاح كل شر أولئك يظلمون الأبرار ويصادقون الفجار والفسقة، الحق عندهم باطل، والباطل عندهم حق، هذا كله للدنيا وهم يعلمون أنهم على غير حق ولكن (زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ) ( فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ )، ( وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ).

إن آكل الربا يحيط نفسه بحجاب سميك من الذنوب التي لا يمكن أن يخترقها أي دعاء منه فيما لو وقع في مصيبة ما، ناهيك عن لعنة الله ورسوله والملائكة التي تنزل عليه. 
عن الإمام الصادق عليه السلام : «إن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن الربا وآكله ومُوكلِه وبائعه ومشتريه وكاتبه وشاهديه».

..... يجري ذلك بقية الأسباب في مقالات أخرى .




إرسال تعليق

 
Top