0
التطور الانتقالي
التطور الانتقالي

يقول الإمام الباقر عليه السلام : «إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً، فانظر إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصية الله ففيك خير والله يحبك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصية الله ففيك شر والله يبغضك والمرء مع من أحب»

إن الله سبحانه وتعالى لا يسخط علينا إلا إذا رآنا في مورد من موارد السخط، وأما إذا كنا في مورد رضى الله فقد شابهنا حالتنا الأولى. 
يقول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: «خلق الإنسان ذا نفس ناطقة إن زكاها بالعلم فقد شابهت جواهر أوايل عللها، وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد»
وذلك يعني أنك أيها الإنسان إذا كنت في حالة الطاعة فاعلم أنك تحكي عن عالم الإمكان، ولا تستقل الطاعة وانظر إلى من أطعت، ولا تستكثرها لأنك أطعت جبار السموات والأرض الذي طالما أنعم عليك في كل لحظة من لحظات الحياة.

يقول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: «إياك أن تستكبر من معصية غيرك ما تستصغره من نفسك أو تستكثر من طاعتك ما تستقله من غيرك» .
يقول الله تعالى: (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً)، أي انتقالك من عالم الإمكان إلى هذا العالم ولم تتغير نفسك فيه جوهرة لا زالت تشع بالأنوار، أما جسد الإنسان فأوله نطفة قذرة وآخره جيفة منتنة.

يقول الإمام الصادق عليه السلام: «جرى بين رجل وبين سلمان خصومة فقال له الرجل: من أنت يا سلمان ؟ 
قال: أولي وأولك من نطفة قذرة، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة وضعت الموازين فمن ثقل ميزانه فهو الكريم، ومن خف ميزانه فهو اللئيم» .
ألا فبئسَ (العبد عبد أوله نطفة ثم يعود جيفة ثم لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك، بئس العبد خلق للعبادة فألهته العاجلة عن الآجلة وشقي بالعاقبة ، بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال) .

فيا أيها الإنسان لا تتعظم فليس بعظيم من خلق من التراب وإليه يعود، وكيف يتكبر من أوله نطفة قذرة وآخره جيفة قذرة وهو يحمل بين جنبيه العذرة، واعلم أنه ليس بعظيم من تصرعهُ الأسقام وتفجعه الآلام وتخدعه الأيام لا يأمن الدهر أن يسلبه سبابه وملكه وينزل من علو سريره إلى ضيق قبره، وإنما الملك هو العاري من هذه المعايب.

قال الشاعر : 
أين الملوك وأبناء الملوك ومن
        قاد الجيوش ألا يابئس ماعملوا

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
        غلب الرجال فلم تنفعهم القلل

فأنزِلوا بعد عزٍّ من معاقلهم
        وأُسكِنوا حفرة يابئس مانزلوا




إرسال تعليق

 
Top