0
عبادة الكواكب
عبادة الكواكب
وأتى لإبراهيم u «في الغار ثلاث عشرة سنة، فلما كان بعد ذلك زارته أمه، فلما أرادت أن تفارقهُ تشبث بها فقال:

- يا أمي أخرجيني .
فقالت له: يا بني إن الملك إن علم أنك ولدت في هذا الزمان قتلك» .
لقد «وقع إبراهيم u على ثلاثة أصناف: صنف يعبد (الزهرة)، وصنف يعبد (القمر)، وصنف يعبد (الشمس) ذلك حين خرج من السَرَبُ الذي أُخفي فيه، فلما جنَّ عليه الليل رأى (الزهرة) قال: )هذَا رَبِّي(؟! على الإنكار والاستخبار فلما أفل الكوكب قال )قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ(، لأنَّ الأُفول من صفات المحدث، وليس من صفات القديم )فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي(؟! على الإنكار والاستخبار )فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(، يقول لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين، )فَلَمَّا - أصبح - رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ( من الزهرة والقمر ؟! على الإنكار والاستخبار لا على سبيل الإخبار والإقرار، فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس: )فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(، وإنما أراد إبراهيم u بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر والشمس، وإنما تحق العبادة لخالقها خالق السماوات والأرض، وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله U وآتاه كما قال الله U )وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ( » .
 قد يظن البعض أن إبراهيم u كان يعبد كوكب الزهرة في أول حياته ثم عبد القمر ثم الشمس، كما تقول بعض المدارس الفكرية القاصرة.
إننا ومن أجل فهم القرآن الكريم بصورة صحيحة، لا بد لنا من الرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام ليفسروه لنا، فكثيراً ما يختزل القرآن الكريم الحوادث في آية أو آيتين ، فمثلاً عندما يقول :
)إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ( .
لقد اختزلت هذه الآية العديد من الأحداث ومواقف الملائكة، يقول الإمام أمير المؤمنين u: «إن الله تبارك وتعالى أراد أن يخلق خلقاً بيده، وذلك بعدما مضى من الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة.
وكان من شأنه خلق آدم كَشْطُ أطباقِ السموات قال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس؛ فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهموغضبوا وتأسفوا على أهل الأرض ولم يملكوا غضبهم...». 
وعندما « سُئلَ أبو عبد الله u عن قول إبراهيم u :
)هَذَا رَبِّي( هل أشرك في قوله هذا ربي ؟
فقال : لا، من قال هذا اليوم فهو مشرك، ولم يكن من إبراهيم شرك، وإنما كان في طلب ربه وهو من غيره شرك».




إرسال تعليق

 
Top