0
إمداد العصاة
إمداد العصاة
قد يقول قائل: لماذا نجد بعض العصاة يسبغ الله عليهم النعم ويمدهم بالأموال والأعمار ؟
يقول الله تعالى: )وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ( .
إن الله تعالى يعطي أولئك العصاة في هذه الدنيا التي يقول عنها أمير المؤمنين الإمام علي u «إن دنياكم عِنْدِى لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها» ليزدادوا كفراً وإثماً، «ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت أخذه، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه، وبموضع الشجا من مساغ ريقه».
فقد أمهل الله U شداد بن عاد وثمود بن عبود وبلعم بن باعور وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، وأمدهم بالأموال والأعمار وأتتهم الأرض ببركاتها ليذكروا آلاء الله وليعرفوا الإهابة له والإنابة إليه ولينتهوا عن الاستكبار، فلما بلغوا المدة واستتموا الأكلة ، أخذهم الله U واصطلمهم، فمنهم من حُصِبَ، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من أحرقته الظلة، ومنهم من أودته الرَّجفةُ، ومنهم من أردَتْهُ الخسفة و ) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(
هناك من ينظر إلى هذه الدنيا تارة بمنظار إيماني، وتارة ينظر إليها على أنها تساوي كل شيء.
فإذا ما نظرنا بالمنظار الإيماني الذي عبر عنه الإمام الرضا u في دعائه: «يا الله يا رحمن يا الله يا رحيم أعوذ بك من الذنوب التي تحدث النقم، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الندم، وأعوذ بك من الذنوب التي تهتك العصم، وأعوذ بك من الذنوب التي تمنع القضاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تنزل البلاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تديل الأعداء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تعجل الفناء، وأعوذ بك من الذنوب التي تقطع الرجاء ...» ، وعرفنا أن اقتراف الذنوب  تقطع العصمة والتواصل مع الله سبحانه وتعالى فإننا سنبتعد عنها ونتجنبها لكي تسير حياتنا نحو الأفضل وبما يرضي الله ورسوله.
فإذا ما خمّس الإنسان المؤمن أمواله فإنه سوف يجد السعادة الحقيقية في حياته من خلال لذة الإيمان ولذة العمل والمأكل والمشرب التي يجدها في ماله الطاهر، وإذا ما نغص على نفسهبأن امتنع من ذلك فإنه عمل إحدى تلك الذنوب التي عبر عنها الإمام الرضا u في دعائه.
يقول أمير المؤمنين الإمام علي u: «ما من عبد إلا وعليه أربعون جُنَّةً حتى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجُنَنُ فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها.
قال : فما يدع شيئاً من القبيح إلا قارفه حتى يمتدِحَ إلى الناس بفعله القبيح فيقول الملائكة: يا رب هذا عبدك ما يدع شيئاً إلا ركبه وإنّا لنستحيي مما يصنع، فيوحي الله U أن ارفعوا أجنحتكم عنه، فإذا فعل ذلك في بغضنا أهل البيت فعند ذلك ينهتك ستره في السماء وستره في الأرض.
فيقول الملائكة: يا رب هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر، فيوحي الله U إليهم : لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه» . 




إرسال تعليق

 
Top