0
أنواع البراهين
أنواع البراهين
يقول الله U في كتابه العزيز: (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ، (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) .
لو كان إيمان الفطرة يكفي الإنسان، لما أُنزلت الكتب السماوية وأُرسلت الرسل والأنبياء. إذ لا بد من دليل إيماني
لا يرقى إليه الشك، سيما وأن الإنسان أكثر جدلاً كما يقول الله سبحانه وتعالى:
) وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً( لذلك فقد أيد الله أنبياءه ورسله، إضافة إلى المعجزات بعلم لدني هو بالنسبة لهم، قبل غيرهم، البرهان والدليل يثبتهم في إيمانهم الفطري ويساعدهم على تبليغ وتحمل أعباء الرسالة، فإبراهيم u أعطاه الله برهانه اليقيني، فأراه بالبصيرة ملكوت السماوات: )وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ( .
ولولا هذا البرهان اليقيني الذي هداه الله تعالى لإبراهيم لكان من القوم الغالين )فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ( , ويوسف u الذي عصمه الله )لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ( المتمثل في خلق السماوات والأرض: )رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) .
والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله ، ثبت فؤاده بما علمه من علم الكتاب والحكمة وما لم يكن يعلم )وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً( .
ولقد اختتمت الرسالات السماوية، بالبرهان اليقيني والمعجزة الوحيدة الباقية إلى يوم الدين، القرآن الكريم الذي لا يستطيع أن يشكك به أي عاقل، ومنه يستقي كل إنسان برهانه الإيماني على وجود الله وصدق التنزيل .

إن من الضروري أن يكون لكل مسلم برهانه الإيماني الذي ينقله من إيمان الفطرة إلى إيمان الدليل، فمهما بلغ إيمان الإنسان بالله U إلا أنه يمر بلحظات قد يتزعزع فيها إيمانه فيشك بالمعجزات التي أتى بها الرسل ليبقى بعيداً عن عوامل الشك التي تحيط بنا في عالم اليوم، ولا بد له من دليل ثابت يراه ماثلاً أمام عقله ومنطقه في كل ثانية على وجود الله، وهذا الدليل يجده كل من أراد وحسب درجته العقلية والعلمية في كتاب الله المقروء (القرآن الكريم) وكتاب الله المخلوق (الكون وما حواه).
أما أن نترك الإيمان للشعور والوجدان فقط فهذا لا يكفي وخاصة في الألفية الثالثة، عصر العلم والبرهان. 




إرسال تعليق

 
Top