0
الجدال العقلي
الجدال العقلي
قال الله تعالى في كتابه الكريم : )أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( .

مما لا شك فيه أن جدال العقل البشري ومحاورته ومناقشته وراء النتاج العلمي الكبير الذي وصل إليه الإنسان لحد الآن، فهو المحرك الذي يدفع الإنسان إلى خوض غمرات الحياة وصعوباتها من أجل فهم حقيقة الأشياء وكيفية التعامل معها.
إن من الأشياء ما هو حقيقي لم يتوجه إليه العقل البشري، ولم تصل إليه يده من أجل اكتشافه ومعرفة حقيقته.
وإن من الأشياء ما هو غير حقيقي لا يزال يبهر العقول بمظهره الكاذب تحيط به يد العناية والاهتمام.
وما سار الإنسان في طريق الوهم والضلال إلا لأنه لم يتحرك ضمن دائرة جدال العقل البشري، ولم ينتهج النهج الإبراهيمي القويم في ذلك.

النمــرود :
لقد ولد إبراهيم u في زمن نمرود بن كنعان، وزعم بعضهم أن نمرود كان من ولاة كيكاوس؛ وبعضهم قال : كان ملكاً برأسه .
وقيل لنمرود أنه يولد مولود في بلده هذه السنة يكون هلاكه وزوال ملكه على يده ثم اختلفوا فقال بعضهم إنما قالوا ذلك من طريق التنجيم والتكهن.
وقال آخرون بل وجد ذلك في كتب الأنبياء. وقال آخرون رأى نمرود كأن كوكباً طلع فذهب بضوء الشمس والقمر فسأل عنه فعبّر بأنه يولد غلام يذهب ملكه على يده.
يقول الإمام الصادق u : «كان أبو إبراهيم منجماً لنمرود ابن كنعان، وكان نمرود لا يصدر إلا عن رأيه فنظر في النجوم ليلة من الليالي فأصبح فقال: لقد رأيت في ليلتي هذه عجباً.

فقال له نمرود: وما هو ؟
فقال: رأيت مولوداً يولد في أرضنا هذه فيكون هلاكنا على يديه ولا يلبث إلا قليلاً حتى يُحمل به، فحجب من ذلك نمرود وقال له: هل حملت به النساء؟ فقال : لا .
وكان فيما أُوتي به من العلم أنه سيُحرق بالنار ولم يكن أُوتي أنَّ الله U سينجيه. قال: فاحجب النساء عن الرجال، فلم يترك امرأة إلا جعلت بالمدينة حتى لا يخلص إليهن الرجال .
قال: ووقع أبو إبراهيم على امرأته فحملت به وظن أنه صاحبه فأرسل إلى نساء من القوابل لا يكون في البطن شيء إلا علمن به، فنظرن إلى أم إبراهيم فألزم الله تعالى ذكره ما في الرحم الظهر فقلن : ما نرى شيئاً في بطنها.
فلما وضعت أم إبراهيم به أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود. فقالت له امرأته: لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله دعني أذهب به إلى بعض الغيران أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ولا يكون أنت تقتل ابنك. فقال لها: فاذهبي به. فذهبت به إلى غار ثم أرضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه فجعل الله U رزقه في إبهامه، فجعل يمصها فيشرب لبناً، وجعل يشبُّ في اليوم كما يشبُّ غيره في الجمعة ويشبُّ في الجمعة كما يشبُّ غيره في الشهر ويشبُّ في الشهر كما يشبُّ غيره في السنة، فمكث ما شاء الله أن يمكث.
ثم أن أمه قالت لأبيه: «لو أذنت لي حتى أذهب إلى ذلك الصبي فأراه ففعلت، قال: فافعلي. فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم u وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان فأخذته وضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه، فسألها أبوه عن الصبيِّ فقالت له: لقد واريته في التراب. فمكثت تعتلُّ وتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم u فتضمه إليها وترضعه ثم تنصرف، فلما تحرَّك أتته أُمّه كما كانت تأتيه، وصنعت كما كانت تصنع، فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له: ما لك؟ فقال لها: اذهبي بي معك. فقالت له: حتى أستأمر أباك». 




إرسال تعليق

 
Top