0
الإصرار والإستغفار
الإصرار والإستغفار
قد يتصور البعض أنه إذا ارتكب معصية ولم يره أحد من الناس، قد أفلت من عقاب الله عندما لم يعاقبه أحد من البشر، متناسياً أن الله سبحانه وتعالى سوف يستحضر الزمان والمكان يوم القيامة ليفضحه أمام الخلائق أجمعين.
كما أن الذنوب لا تقاس بكبرها وصغرها فكلاهما تخرج الإنسان من الإيمان ، فـ (لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار).
عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن u يقول: «لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلوا قليل الذنوب، فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً، وخافوا الله في الستر حتى تُعطُوا من أنفسكم النَّصَفَ» .
عن زيد الشحّام قال: قال أبو عبد الله u: «اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر .
قلت: وما المحقرات ؟

قال: الرجل يُذنب الذنب فيقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك» .
وقال الإمام الصادق u أيضاً: «إن رسول الله 5 نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ائتوا بالحطب .
فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب؟!
قال : فليأت كل إنسان بما قدر عليه.
فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض. فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله: هكذا تجتمع الذنوب ثم قال : إياكم والمحقرات من الذنوب فإن لكل شيء طالباً، ألا وإن طالبها يكتبُ )مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ( .
وعن عمرو بن شِمر عن جابر عن أبي جعفر u في قول الله U )وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ( .
قال: الإصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله ولا يحدث نفسه بتوبة فذلك الإصرار.
إن التهاون في الكف عن الذنوب يعتبر كبيرة من الكبائر، ولكن قد يرتكب الإنسان كبيرة لا عن قصد أو جهل كالربا والرياء وغيره ثم يستغفر الله سبحانه وتعالى فلا كبيرة مع الاستغفار.
ومن هنا لا بد من العمل في مجال العمل الحقيقي، وهو حقل الإيمان الذي إذا ما توجهنا فيه وأعطينا لنفوسنا الفرصة لكي تتحرك فيه فسوف تخرج الأرض خيراتها وبركاتها.
ولذا فإنه في زمان الإمام الحجة عجل الله فرجه تخرج الأرض خيراتها وبركاتها وذلك لعدم وجود المعاصي في ذلك الزمان.
عن عمرو بن شمر عن جابر قال: «أقبل رجل إلى أبي جعفر u وأنا حاضر، فقال: رحمك الله اقبض مني هذه الخمسمائة درهم فضعها في مواضعها فإنها زكاة مالي .
فقال أبو جعفر u: بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين وفي إخوانك من المسلمين، إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمن البر منهم والفاجر» .
كلما خرجت منا الطاعات خرجت كنوز الأرض، وكلما تفجر الإيمان في قلوبنا تفجرت الأرض بالطاعات وأظهرت خيراتها وبركاتها لنا . يقول تعالى: )وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً(.
ألا فلتكن قاعدتنا مرتكزة على أهل البيت E ممتدة إلى بطنان العرش لنقوّم ضعف إيماننا على هذه الأرض ليعطينا الله من خيراته من السماء لتنمو شجرات الخير والمحبة والسلام في قلوبنا.




إرسال تعليق

 
Top