0
فوق كل ذي علم عليم
فوق كل ذي علم عليم

يروي الشيخ البهائي : كنت ماراً على بلاد طهران، وما أن دخلتها حتى رأيت نهراً يجري فأعجبني ذلك النهر، وقلت: هلا قرأت بعض الآيات بجانب النهر وأنا أتفكر في مخلوقات الله.
ووقف الشيخ البهائي يقرأ القرآن حتى مرت امرأة تحمل طفلاً وقد علا صراخه وبكاؤه .
قالت الأم - وهي تحاول إسكات ابنها - : لئن لم تسكت لأطأن في بطنك كما يطأ هذا الشيخ في بطن القرآن .
استغرب الشيخ البهائي - الذي عرف عنه علمه ومقدرته في الاستنباط في الفقه والأصول وبعض علوم السحر – وقوف المرأة وخطابها إياه، فقال لها: يا أمة الله لِمَ تقولين ما قُلْتِ ؟
قالت: نعم أنت تقرأ من غير تمعن .
قال: ما الدليل ؟
قالت : بيني وبينك هذا النهر حكماً ، هل تقبل به حكماً ؟
قال: نعم .
قالت : أوقفه بالقرآن .
قال: لا أستطيع أن أوقفه .
قالت: إذن أنا أوقفه .
وقرأت المرأة  )بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (، فتوقف النهر وقالت : أيها الشيخ ، حرك النهر .
وبدأ الشيخ البهائي يقرأ الآية تلو الآية وما تحرك النهر .
قد يقول قائل: ترى لماذا وقفت هذه المرأة أمام الشيخ البهائي لتقول له ما قالت؟ ولماذا يحصل لهذا العالم الجليل مثل هذا الموقف؟
إن ما حصل لهذا العالم الكبير ليدل الله وليعطينا ويعطي هذا الشيخ أن الإنسان مهما علا علمه فهناك من هو أعلم منه، وكما يقول الله تعالى  )وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ(([1]) .



(1) سورة يوسف ، الآية : 76 .




إرسال تعليق

 
Top