0
صنع المعروف يجلب السعادة للنفس
صنع المعروف يجلب السعادة للنفس 
يطلب الحديث الشريف ممن آمن بالله ورسوله أن يصنع المعروف، وهو ما يجب أداؤه حباً في ذات المعروف لا إرضاء لمن يصنع له ترقباً لجزائه وثنائه. لأن صنع المعروف على هذا النحو يكفي لبعث الاطمئنان والسعادة في النفس بما يصنع.
فهو مطمئن النفس إن أصاب عمله هذا من يستحقه، ومطمئن النفس إن أصاب هذا العمل من لا يستحقه لأنه عندئذٍ قد أرضى ضميره ودلل على أنه من أهل المعروف، وهو في كلا الحالتين مطمئن النفس مرتاح الضمير لما قام به من أداء المعروف لذات المعروف والواجب.
ثم هو بعد ذلك له الجزاء الأوفى في آخرته، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أول من يدخل الجنة المعروف وأهله، وأول من يرد عليّ الحوض .
كما أن الذي يصنع الواجب غير مراع الناس من يستحقه منهم ومن لا يستحقه، فقد راعى الله فيما صنع وتحكم في هوى نفسه وشهوته.
ولكن هل نصنع المعروف إلى كل من يطلبه منا ؟
يقول علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن موسى u: «أخذ أبي بيدي ثم قال : يا بني إن أبي محمد بن علي u أخذ بيدي كما أخذت بيدك وقال: إن أبي علي بن الحسين u أخذ بيدي وقال: يا بني افعل الخير إلى كل من طلبه منك، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه، وإن لم يكن من أهله كنت من أهله».
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر» .
وصانع الواجب إلى أخيه المؤمن كمن أوصل ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي الحديث عن الإمام الصادق u: «أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفاً فقد أوصل ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » ، وهل هناك من هو أكثر اطمئناناً ممن يوصل معروفاً إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ .
إن الواجب هو ما يجب على الإنسان أن يعمله نحو نفسه، أو نحو غيره. فالجار عليه واجب نحو جاره، والمعلم عليه واجب نحو تلاميذه، والتلاميذ عليهم واجب نحو معلمهم، والموظف عليه واجب نحو جمهور الناس، وجمهور الناس عليهم واجب نحو الموظف، والآباء عليهم واجب نحو أبنائهم، والأبناء عليهم واجب نحو آبائهم، وذوو الأرحام عليهم واجب نحو أرحامهم، والمواطنون عليهم واجب نحو وطنهم وأمتهم، والخلق جميعاً عليهم واجب نحو خالقهم.

هذه كلها واجبات، ولكل منها حدود ومعالم، إلا أنها ترجع جميعها إلى واجب الإنسان نحو نفسه وغيره. وإذا ما سلك فيها الإنسان ما رسمه الله في كتابه الكريم، والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام في سنتهم وسيرتهم يكون قد أدى الواجب نحو نفسه ونحو غيره. 




إرسال تعليق

 
Top