0
الواجب والضمير الديني
الواجب والضمير الديني
إن صاحب الضمير الديني - هو من يرقب الله في العمل - يستغني إذن عن إشراف الغير عليه، ويستغني كذلك عن مغالبة هوى نفسه وشهواتها في أداء ما يجب عليه أداؤه، سواء نحو نفسه أو غيره، لأنه انتقل من خشية الناس إلى خشية الله، ومن إرضاء نفسه إلى رضى الله. والله دائم معه، فالخشية منه باقية، والرغبة في إرضائه متوفرة ومستمرة.
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا  يكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه والسيد عبده».
وعن أمير المؤمنين علي u عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أكيس الكيسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت .
فقال رجل : يا أمير المؤمنين كيف يحاسب نفسه ؟
قال: إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه، وقال: يا نفسي إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبداً، والله يسألك عنه بما أفنيتِهِ فما الذي عملت فيه، أذكرتِ الله أم حمدتِهِ، أقضيتِ حوائج مؤمن فيه؟ أنفستِ عنه كربَهُ؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلفيهِ ؟ أكففتِ عنه غيبةِ أخٍ مؤمنٍ؟ أعنتِ مسلماً ؟ ما الذي صنعتِ فيه ؟ فيذكر ما كان منه، فإن ذكر أنه جرى منه خير حمد الله وكبّرهُ على توفيقه، وإن ذكر معصية أو  تقصيراً استغفر الله وعزم على ترك معاودته».
ويقول الإمام زين العابدين علي بن الحسين u: «ابن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من هَمِّكَ، وما كان الخوف لك شعاراً والحزن لك دثاراً. ابن آدم إنك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله فاعد جواباً » .

وعن الإمام أبي الحسن الماضي u قال: «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسناً ازداد الله شكراً، وإن عمل سيئاً استغفر الله وتاب إليه» .




إرسال تعليق

 
Top